في ندوة مفتوحة بلندن بعنوان "خرائط فلسطين البقاء أو الدمار", أزاح مركز العودة الفلسطيني الستار عن "أطلس فلسطين" من إعداد الدكتور سلمان أبو ستة الذي يربط بين جغرافية دولة فلسطين وتاريخ النكبة. ترأس النائب العمالي مارتن لنتن مدير مجموعة "أصدقاء فلسطين" في حزب العمال البريطاني الندوة بحضور الدكتور أبو ستة مؤسس ورئيس "هيئة فلسطين" وصاحب أول أطلس أطلق عليه "أطلس فلسطين 1948" وجمهور من أنصار فلسطين في بريطانيا. ويشكل هذا الأطلس الذي صدر باللغة الإنجليزية عملا وثائقيا نادرا ومرجعا مهما حيث يحتوي على مئات الوثائق المتخصصة في القضية الفلسطينية المسندة بالحجج والدلائل القانونية الموثقة والمنطقية والبراهين على فلسطينية فلسطين وتأكيد حق العودة. واستخدم أبو ستة الوثائق التي تثبت الحقوق الفلسطينية وأعاد رسم ملامح المشهد الإسرائيلي من خلال توثيق محو التاريخ الفلسطيني وإزالة المعالم واستمرار النكبة. وقدم خريطة التاريخ الفلسطيني من المنفى الفلسطيني وقدم عرض التحليل التاريخي والشرعي لعمليات الطرد التي بدأت عام 1947 ولا تزال مستمرة إلى اليوم كما طرح توضيحات بيانية مهمة لسياسية الطرد التي وثقها من خلال صفحات الأطلس الذي يحتوي على أسماء وأوصاف لقرى فلسطينية تم هدمها وإزالتها من الخرائط الإسرائيلية. سلمان أبو ستة قال إنه بدأ جمع الوثائق منذ الثمانينيات (الجزيرة نت) ويغطي الأطلس فلسطين من رأس الناقورة شمالا وحتى أم رشرش جنوبا، ومن رفح إلى أريحا. ويقسم الأطلس إلى ثلاثة أقسام، مرحلة الانتداب البريطاني والنكبة بتفاصيلها وما حدث للاجئين وتشردهم في بلاد العالم ثم ما حدث للأراضي الفلسطينية في 18 عاما تلت قيام إسرائيل. وتوصف الوثائق الموجودة في الأطلس بأنها أكبر كمية حتى الآن صدرت عن فلسطين في أي مرجع على الإطلاق حيث تحوي معلومات عن 1600 مدينة وقرية ومعلومات عن 16 ألف معلم تاريخي مدني وحضاري وفيها معلومات عن 26 ألف اسم مكان في فلسطين. وفي حديث للجزيرة نت قال الدكتور سلمان أبو ستة إنه بدأ جمع الوثائق منذ الثمانينيات ومن ثم أصدر الأطلس الأول بشكل مبسط عام 2004 لكن هذا الأطلس أوسع بكثير من الأطلس السابق موضحا أنه يحوي معلومات كثيرة غير موجودة في سابقه وهو أيضا ثلاثي الأبعاد وليس مسطح الأبعاد فقط وفيه ارتفاعات وكل ما يتعلق بتاريخ فلسطين وشعبها وأرضها وخطوط الهدنة وحدود فلسطين. الجمهور أقبل على شراء الأطلس رغم ارتفاع ثمنه (الجزيرة نت) كما تطرق إلى اللاجئين وأراضيهم وأماكن تجمعهم الآن ومن يعيش منهم الآن في فلسطين ومن يعيش من المستوطنين اليهود في فلسطين. من جانبه قال المدير العام لمركز العودة الفلسطيني في لندن ماجد الزير إن الحقيقة والمعلومة جزء من حرب الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه حيث إن "هذه الحقيقية مغيبة في الغرب لذلك يتم إبراز الصورة الحقيقية والقانوية للتاريخ الفلسطيني". واعتبر الزير في تصريح للجزيرة نت أن وجود الأطلس الفلسطيني يعد إضافة نوعية جديدة في مسار توثيق الرواية الفلسطينية بما يجعلها حاضرة على المحور التراكمي للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة. كما أشار إلى أهميته التي قال إنها تكمن في إيجاد بديل جديد لأغلب المواد المعلوماتية المتداولة في الغرب التي تأتي مصادرها في الأساس من إسرائيل أو من جهات قريبة من وجهة النظر الإسرائيلية. المصدر: الجزيرة |