الشيخ سيد شبانه أقصى ذهبي
الدولة : مصر عدد المساهمات : 465 تاريخ التسجيل : 31/05/2010
| موضوع: ماذا بعد الحكم باستقلال كوسوفا الأربعاء 28 يوليو 2010, 11:13 am | |
| ماذا بعد الحكم باستقلال كوسوفا؟ الخبر: مفكرة الإسلام: أصدرت محكمة العدل الدولية الخميس، قرارًا غير ملزمًا، يضفي الشرعية على إعلان حكومة إقليم كوسوفا أحادي الجانب في فبراير عام 2008، بالاستقلال عن صرب
قررت محكمة العدل الدولية أمس أن إعلان كوسوفا استقلالها عن صربيا يعد قرارا شرعيا ولا ينتهك القوانين الدولية كما كانت تدعي صربيا في شكواها التي قدمتها للمحكمة في وقت سابق على أمل أن تحكم لصالحها, وقد فوجئت صربيا بالحكم وأكدت أنها لن تعترف أبدا باستقلال كوسوفا رغم أنها من طلب رأي المحكمة وكان من المفترض أن تقبل برأيها والذي يعد غير ملزم. ملابسات القضية: وترجع قضية كوسوفا ذات الأغلبية الألبانية المسلمة إلى أواخر التسعينات من القرن الماضي عندما قرر برلمان كوسوفا الاستقلال عن يوغوسلافيا السابقة أسوة بعدة جمهوريات أخرى مثل سلوفينيا وكرواتيا إلا أن الصرب المسيطرين على ما تبقى من يوغسلافيا السابقة شنوا حربا شعواء ضد كوسوفا وقتلوا الآلاف من المسلمين ونزح عشرات الآلاف من سكان كوسوفا إلى تركيا وألبانيا المجاورة قبل أن يتدخل حلف شمال الأطلسي ويوجه ضربات موجعة للقوات الصربية تنسحب على أثرها من كوسوفا ويتسلم الحلف المهام الأمنية بالإقليم في حين تتسلم الامم المتحدة النواحي المدنية ويبقى الوضع معلقا في الإقليم لأكثر من 10 سنوات, إلى أن تم انتخاب برلمان وحكومة جديدة في كوسوفا قررا مرة أخرى الاستقلال عن صربيا. موقف أوروبا : من جهتها, أيدت أوروبا استقلال الإقليم كما أيدت ذلك الولايات المتحدة وبلغ عدد الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفا 69 دولة بينما رفضت روسيا والصين هذه الخطوة للعلاقة القديمة التي تربطهما بصربيا (الاشتراكية) السابقة. ويتوقع العديد من المحللين اعتراف المزيد من الدول باستقلال كوسوفا بعد قرار المحكمة الدولية وهو ما يثير مخاوف صربيا التي سارعت برفض القرار وأيدتها كالعاد روسيا. أما الحكومة الكوسوفية فقد رحبت بالقرار ودعا نائب رئيس وزراء كوسوفا صربيا الى الاعتراف باستقلال بلاده, وأوضح كوتشي أن تجاهل بلجراد لحقيقة استقلال كوسوفا "لا جدوى له وخاصة بعد اعلان محكمة العدل الدوليه لموقفها الذي اعتبر ان استقلال كوسوفا متوافقا مع الشرعية الدولية". واعتبر ان "موقف محكمة العدل الدولية والذي اقر بشرعية استقلال كوسوفا سيشكل فرصة ذهبية لصربيا" مؤكدا ان "بلجراد قد خسرت المعركة الاخيرة في محاولتها لسلب حرية شعب كوسوفا ولم يعد امامها اي خيارات واقعية سوى الاعتراف بكوسوفا". أوضاع حرجة: وتمر صربيا باوضاع اقصادية وسياسية حرجة في الوقت الحالي حيث أن الاعتراف بها لا يزال منقوصا كما لا تزال المصانع والشركات الحكومية مغلقة في انتظار انتهاء قضية الاستقلال, وتعتمد البلاد على المساعدات الخارجية وبعض المشاريع الصغيرة وتحويل العاملين في الخارج, ويعاني أهل كوسوفا من انهيار حاد في الخدمات خصوصا في مجالي المياه والكهرباء, كما أنه لا يوجد جيش مستقل وتعتمد على حلف الناتو في حمايتها حتى الآن, وتتولى الشرطة الكوسوفية بعض المهام الداخلية البسيطة مثل تنظيم المرور. ما يدور في الكواليس: لا شك أن حكم المحكمة الدولية سيشجع الحكومة الكوسوفية على الاستمرار في طريقها نحو الاستقلال الكامل إلا أنه ليس من المستبعد أن تسعى صربيا لتفجير الأوضاع الأمنية في الإقليم خصوصا ان هناك بعض الصرب يعيشون في كوسوفا, وذلك في محاولة لإرسال رسالة للخارج مفادها أن التعايش في الإقليم لن يكون مامونا للأقليات العرقية في ظل الاستقلال, وهو ما ينبغي الحذر منه في الفترة القادمة. من جهة أخرى سيشدد الاتحاد الأوروبي من ضغوطه على صربيا للموافقة على حل وسط للقضية مهددا بورقة الانضمام للاتحاد, والخوف هنا من التوصل إلى صيغة لا تعطي كوسوفا الاستقلال الحقيقي الذي يريده السكان وتظل مرتبطة بشكل أو بآخر بصربيا, في الوقت نفسه سيظل الارتباط بالاتحاد الأوروبي وحلف الناتو أحد الأثمان الغالية التي سيضطر الكوسوفيين إلى دفعها للسير في طريق الاستقلال عن صربيا | |
|